رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد خبراء ومسؤولون في قطاع الطيران والسفر، أن أكثر المناطق تأثراً من قرار تعديل مسارات رحلات الطيران التي تسير عبر المجال الجوي الإيراني، ومضيق هرمز، وخليج عُمان، هي دول وسط آسيا والبلقان، والرحلات المتجهة إلى الشمال.
وتوقع هؤلاء زيادة تكاليف الرحلات التي يتم تعديل مساراتها بسبب زيادة مدة الرحلة، الأمر الذي يزيد من تكاليف الوقود، لكنهم استبعدوا في الوقت نفسه أن تتأثر أسعار التذاكر من هذه الزيادة، مشيرين إلى أن قرار زيادة الأسعار يعتمد على موقف شركات الطيران، إذ كانت تريد أن تتحمل هذه التكلفة، أو تضعها على تذاكر المسافرين، كون الأوضاع الحالية مؤقتة، ولا يستند إليها في الحسابات القائمة.
ولفت هؤلاء، إلى أنه في حال تم رفع أسعار التذاكر، فالزيادة ستكون طفيفة، وتتراوح بين 10 و15% فقط، ومن ناحية أخرى، أشار الخبراء إلى أن مناطق، مثل أوروبا والدول العربية وأفريقيا لن تتأثر بتعديل المسارات.
وتفصيلاً، أكد سيف السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، أن الهيئة طلبت من الناقلات الوطنية أخذ الحيطة والحذر وتعديل مساراتها، لتبتعد عن المناطق التي من الممكن أن يكون فيها أي مخاطر محتملة، وذلك بناءً على قرار الولايات المتحدة، بشأن منع الشركات الأميركية من استخدام الأجواء الإيرانية التي تقع على الخليج العربي.
وحول قيام الشركات العالمية التي تسير رحلاتها عبر مطارات الدولة بتعديل مساراتها، أو اتخاذ قرار بهذا الشأن، قال السويدي كل شركة تقرر بناءً على دراستها وتقييمها وتقديراتها للأوضاع الراهنة، وذلك باتخاذ قرار الابتعاد في المسارات أو الاستمرار، فذلك القرار يعود لهم. ولفت إلى أن قرار تعديل المسارات له تأثير طفيف على الرحلات المتجهة إلى شمال الدولة بشكل رئيس.
من جهته، أكد متحدث باسم «فلاي دبي»، أن الشركة مستمرة في مراقبة الأوضاع عن كثب، بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني، في أعقاب التحذير الذي أطلقته إدارة الطيران الفيدرالي الأميركي. وقال: «هناك عدة عوامل تؤخذ بعين الاعتبار، من قبل فرق فلاي دبي المتخصصة في تخطيط مسارات الرحلات الجوية، والتي تستخدمها الناقلة، ويتم مراجعتها بشكل منتظم بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني، وتحرص الناقلة دوماً على تزويد مسافريها بأي تحديثات أو تغييرات تطرأ على مواعيد ومدة الرحلات».
وأضاف المتحدث الرسمي للشركة: «لا نرى حالياً أنه سيكون هناك أي تأثير على أسعارنا».
وقال صلاح الكعبي، المدير التنفيذي لبافاريا للعطلات: «من المتوقع أن يكون لتعديل المسارات تأثير طفيف على مناطق معينة، مثل مناطق شمال الدولة ودول في آسيا والبلقان».
وحول أسعار التذاكر، قال: «لم يصدر أي شيء رسمي من شركات الطيران، ونتوقع أن ترتفع تكاليف التشغيل لشركات الطيران بين 10 إلى 15%، ليؤثر ذلك على أسعار التذاكر، في حال قررت شركات الطيران زيادة الأسعار، بسبب ارتفاع تكاليف الوقود وتكلفة التأمين على المخاطر». وتوقع علاء العلي، مدير نيرفانا للسفر والسياحة، أن تكون أكثر الوجهات تأثراً هي شمال الدولة ودول في آسيا والبلقان، لافتاً إلى أن تعديل مسارات الرحلات سيزيد المسافة المقطوعة، الأمر الذي يؤثر على تكاليف الوقود بنسبة تصل إلى 15%.
من جانبه، قال سعود الدرمكي، الرئيس التنفيذي ومؤسس «بريمير» للسفر والسياحة، إن حظر الطيران فوق مضيق هرمز سيؤثر بشكل أساسي على دول البلقان والدول الواقعة شمال الإمارات، ومن المتوقع أن تتأثر مدة الرحلات لتلك الوجهات. واستبعد أن ترتفع أسعار التذاكر للوجهات المتأثرة على الأقل في الوقت الحالي.
وأكد زياد نجار، مدير طيران الشرق الأوسط بأبوظبي، أن ارتفاع تكاليف الوقود على شركات الطيران التي تقوم بتعديل مسارات رحلاتها إلى الوجهات المتأثرة، يضع القرار بين يدي شركات الطيران حول زيادة أسعار التذاكر من عدمه.